Get A Quote Book Consultation
اطلب عرض اسعار طلب اجتماع
email
phone
whatsapp
whatsapp
الزواج

فحص ما قبل الزواج في دولة الإمارات العربية المتحدة

ومع تطور التشريعات الصحية الحديثة، أصبح إجراء فحص ما قبل الزواج أمرًا إلزامياً للراغبين في عقد القران حسب الشريعة الإسلامية، لما له من أثر مباشر في الحد من انتقال الأمراض الوراثية والمعدية، وضمان تأسيس حياة أسرية مستقرة وصحية.
ويأتي هذا التوجه انسجاماً مع السياسة التشريعية والصحية المتكاملة التي اعتمدتها دولة الإمارات، والتي تؤكد على ضرورة حماية الأفراد والمجتمع من تبعات الإهمال في هذا الجانب. وفي هذا الإطار، يبرز دور المكاتب القانونية المتخصصة، مثل أتش أتش أس للخدمات القانونية، في توعية الأفراد بأهمية الالتزام بالتشريعات والإجراءات ذات الصلة.

 

الإطار القانوني لفحص ما قبل الزواج

اعتمدت الإمارات تشريعات حديثة تُلزم المقبلين على الزواج بإجراء فحص ما قبل الزواج في مراكز صحية معتمدة من وزارة الصحة ووقاية المجتمع أو الهيئات الصحية المحلية. ويستند هذا الإلزام إلى قرارات وزارية وقوانين اتحادية متصلة بالصحة العامة والأحوال الشخصية، وتهدف إلى:

  1. الكشف المبكر عن الأمراض الوراثية كالثلاسيميا وفقر الدم المنجلي.
  2. تحديد الأمراض المعدية التي قد تنتقل بين الزوجين مثل الالتهاب الكبدي الفيروسي أو فيروس نقص المناعة.
  3. ضمان تلقي العلاج أو المشورة الطبية قبل إتمام عقد الزواج.

ويُعتبر هذا الفحص شرطًا أساسيًا لتوثيق عقد الزواج أمام المحاكم الشرعية في الدولة، حيث لا يُقبل تسجيل العقد دون تقديم الشهادة الطبية المعتمدة. هذا التطور التشريعي يعكس حرص المشرّع الإماراتي على دمج الجانب الصحي بالقانوني لضمان استقرار المجتمع.

وقد أدخلت دولة الإمارات تعديلات حديثة على قانون الأحوال الشخصية الاتحادي والقرارات الوزارية ذات الصلة بوزارة الصحة ووقاية المجتمع، وتنص التشريعات على وجوب تقديم شهادة الفحص الطبي الصادرة عن المراكز الصحية المعتمدة إلى المحكمة الشرعية أو الجهة المختصة عند تسجيل عقد الزواج. ويهدف هذا الإجراء إلى حماية الزوجين من أخطار صحية محتملة قد تُعرض حياتهما أو حياة أبنائهم للخطر.
كما حددت القوانين الإماراتية آلية تنظيمية تضمن سرية المعلومات الطبية وعدم استخدامها إلا في حدود الغرض المخصص لها، ما يعكس التوازن بين المصلحة العامة وحماية الخصوصية الفردية. وقد تناولت بعض الدراسات القانونية التي أعدها خبراء، مثل تلك التي ناقشتها أتش أتش أس للخدمات القانونية، هذا الموضوع بوصفه نموذجًا رائدًا في التوفيق بين الحقوق الفردية ومتطلبات الصحة العامة.

للمزيد حول دور التشريعات الإماراتية في تعزيز الصحة العامة، يمكن الاطلاع على مدونة فحص الزواج الطبي في دبي.

 

لماذا يُعتبر فحص ما قبل الزواج الإسلامي إلزامي في دولة الإمارات؟

يتجاوز الفحص طبيعته الطبية إلى كونه أداة وقائية وتشريعية ذات أبعاد اجتماعية، 

ويهدف فحص ما قبل الزواج في الإمارات إلى تحقيق مجموعة من الغايات الأساسية، أبرزها:

  1. الكشف المبكر عن الأمراض المعدية مثل فيروس نقص المناعة البشرية (HIV) والتهاب الكبد الوبائي، وذلك للحد من انتقال العدوى بين الزوجين.
  2. التعرف على الأمراض الوراثية مثل فقر الدم المنجلي والتلاسيميا، من أجل توعية الزوجين بخطر انتقال هذه الأمراض إلى الأبناء.
  3. حماية الأجيال القادمة: من خلال تقليل فرص إنجاب أطفال يعانون من أمراض وراثية مزمنة.
  4. الحد من النزاعات الأسرية: إذ أن كشف بعض الحالات الصحية قبل الزواج يتيح للطرفين اتخاذ قرارات مدروسة مبنية على الشفافية.
  5. خفض الأعباء المالية: الناتجة عن علاج الأمراض المزمنة أو انتقال العدوى بين الأزواج.
  6. تعزيز الوعي المجتمعي: بنشر ثقافة الفحص الطبي كشرط وقائي أساسي لحياة أسرية سليمة.
  7. تقديم الاستشارات الطبية للزوجين بشأن النتائج، وما قد يلزم من متابعة أو علاج قبل إتمام الزواج.
  8. تعزيز الصحة المجتمعية عبر الحد من انتشار الأمراض والوقاية من أعباء صحية واقتصادية طويلة الأمد.

وتأتي هذه الأهداف في سياق سياسة الدولة التي تركز على الوقاية قبل العلاج، وهو ما ينسجم مع رؤية الإمارات في بناء مجتمع صحي وآمن للأجيال القادمة.

وبذلك فإن هذا الإجراء لا يُعد مجرد متطلب قانوني، بل يمثل مسؤولية مجتمعية تسهم في الحد من مشكلات صحية واجتماعية مستقبلية.

 

الجهات المعتمدة والمنظمة لإجراء فحص ما قبل الزواج في دولة الإمارات؟

أصدرت وزارة الصحة ووقاية المجتمع والهيئات الصحية المحلية مثل هيئة الصحة بدبي ودائرة الصحة أبو ظبي لوائح محدثة تنظم إجراء فحص ما قبل الزواج. ومن أبرز ما جاءت به هذه التشريعات:

  • تحديد المراكز الصحية والمستشفيات المعتمدة لإجراء الفحص وإصدار الشهادات الطبية المعترف بها.
  • إلزامية تقديم شهادة الفحص كوثيقة رسمية لإتمام عقد الزواج أمام المحكمة الشرعية.
  • فرض رسوم رمزية لإجراء الفحص بما يجعله في متناول جميع فئات المجتمع.
  • توفير جلسات توعية طبية ونفسية للزوجين، لتمكينهما من اتخاذ قرارات مبنية على وعي ومعرفة.

وقد هدفت هذه اللوائح إلى تعزيز الثقة في النظام الصحي وضمان دقة وسرية النتائج. ويمكن الاطلاع على تفاصيل إضافية في مقالات قانونية متخصصة مثل متطلبات عقد الزواج في دبي: دليل شامل للمقبلين على الزواج التي تشرح العلاقة بين الصحة والتشريع.

 

كيف يتم إجراء فحص ما قبل الزواج؟

تتم إجراءات فحص ما قبل الزواج وفق خطوات منظمة تضمن دقة النتائج وسرية المعلومات:

  1. تقديم طلب رسمي لدى المراكز الصحية المعتمدة.
  2. إجراء التحاليل المخبرية للكشف عن الأمراض الوراثية والمعدية.
  3. استلام تقرير طبي مفصل يتضمن نتيجة الفحص وتوصيات الأطباء.
  4. الحصول على الشهادة الطبية المعتمدة، والتي تُعد وثيقة أساسية لإتمام عقد الزواج أمام المحكمة الشرعية.

ويؤكد المشرّع على سرية هذه المعلومات وعدم جواز الإفصاح عنها إلا للطرفين المعنيين، بما يضمن حماية خصوصيتهما. هذا الجانب يعكس مدى توازن التشريعات بين المصلحة العامة وحقوق الأفراد.

ولا يقتصر فحص ما قبل الزواج على كونه إجراءً طبيًا إلزاميًا، بل يمثل خطوة وقائية اجتماعية تعزز استقرار الأسرة. فالزواج في الإمارات يُنظر إليه باعتباره مؤسسة اجتماعية أساسها الصحة الجسدية والنفسية للأطراف. ومن هنا فإن ضمان خلو الزوجين من أمراض معدية أو وراثية خطيرة يسهم في:

  • تقليل حالات الطلاق الناتجة عن مشاكل صحية أو إنجابية مكتشفة بعد الزواج.
  • حماية الأطفال من أمراض وراثية قد تسبب لهم معاناة مدى الحياة.
  • بناء وعي مجتمعي بأهمية الفحوص الوقائية كجزء من المسؤولية الأسرية.

ويعتبر هذا الجانب من أهم ما ركزت عليه الجهات القانونية والطبية في الدولة، حيث ربطت بين الصحة العامة والالتزامات القانونية للأفراد.

 

دور الفحص في تعزيز استقرار الأسرة

يشكل الفحص أداة فعّالة لضمان التوافق الصحي بين الزوجين، الأمر الذي ينعكس على استقرار الحياة الزوجية على المدى الطويل. إذ أن مواجهة الحقائق الصحية منذ البداية تتيح للأزواج اتخاذ قرارات واقعية، وتجنب صدمات لاحقة قد تؤثر سلبًا على العلاقة الأسرية.

كما أن الفحص يفتح المجال أمام المشورة الطبية، سواء في ما يتعلق بخيارات العلاج أو الوقاية أو حتى الإرشاد الجيني عند الحاجة. وهذا التوجه ينسجم مع أهداف دولة الإمارات في بناء مجتمع صحي ومستقر قائم على أسس علمية وتشريعية راسخة.

ومن الناحية القانونية، أصبح تقديم شهادة الفحص شرطًا جوهريًا لتوثيق الزواج أمام الجهات المختصة. ويترتب على الإخلال بهذا الشرط بطلان تسجيل العقد أو رفضه حتى يتم استيفاء المتطلبات.
كما أن عدم الالتزام بالفحص أو محاولة التحايل فيه قد يُعرض الأطراف لمسؤولية قانونية، خاصة إذا ترتب على ذلك أضرار لأحد الزوجين أو للأبناء.

هنا يبرز دور المحامين والخبراء القانونيين في توعية الأفراد بالتبعات القانونية المترتبة على إهمال هذا الإجراء، وضمان توافقه مع التشريعات المنظمة للأحوال الشخصية والصحة العامة.

 

التحديات والالتزامات القانونية

في ظل التطورات التشريعية المتسارعة في الإمارات، يحتاج الأفراد إلى إرشاد قانوني متخصص لفهم العلاقة بين فحص ما قبل الزواج ومتطلبات القانون. 

ويقوم مكتب أتش أتش أس للخدمات القانونية بتقديم الاستشارات التي تشرح للأفراد التزاماتهم و حقوقهم، وتساعدهم على فهم العلاقة بين القوانين الصحية والأحوال الشخصية. 

ويقومون بهذا الدور من خلال تقديم المشورة القانونية المستندة إلى أحدث القوانين والقرارات الوزارية، بما يضمن حماية حقوق الأفراد وصون مصالحهم الأسرية.

فقد يواجه البعض تحديات مرتبطة بفهم الإطار القانوني لفحص ما قبل الزواج. ومن أبرز هذه التحديات:

  • الاعتقاد بأن الفحص مجرد إجراء شكلي: بينما هو في الحقيقة شرط قانوني إلزامي في حالة الزواج الإسلامي.
  • التساؤلات حول سرية النتائج: وقد كفلت القوانين الإماراتية سرية المعلومات الطبية وعدم مشاركتها إلا بإذن صاحبها أو بموجب أحكام القانون.
  • المسؤولية القانونية في حال تقديم شهادات غير صحيحة، حيث يترتب على ذلك جزاءات جنائية ومدنية.

 

فحص ما قبل الزواج في ضوء رؤية الإمارات 2030

تتسق التشريعات الخاصة بـ فحص ما قبل الزواج مع رؤية الإمارات 2030 في مجال الصحة العامة، حيث تسعى الدولة إلى بناء مجتمع يتمتع بأعلى مستويات الصحة وجودة الحياة. ويُعد إلزام الفحص أحد الإجراءات العملية التي تسهم في تحقيق هذه الرؤية، من خلال:

  • دمج الصحة الوقائية في المنظومة التشريعية.
  • رفع الوعي العام عبر البرامج الإعلامية والتعليمية.
  • توجيه المؤسسات الطبية والقانونية للعمل بشكل تكاملي.

هذه السياسة تجعل من الإمارات نموذجًا رائدًا في المنطقة في مجال الجمع بين التشريعات الصحية والوقائية.

 

إن فحص ما قبل الزواج لم يعد خيارًا في دولة الإمارات، بل أصبح التزاماً تشريعياً وصحياً يضمن حماية الأفراد والمجتمع من المخاطر الوراثية والمعدية، ويسهم في بناء أسر مستقرة ومتماسكة. ويؤكد المشرّع الإماراتي من خلال هذه الخطوة على أن الوقاية هي السبيل الأمثل لتحقيق الصحة العامة والانسجام الاجتماعي.

وللحصول على دعم قانوني لإتمام إجراءات الزواج ومنها فحص ما قبل الزواج في دولة الإمارات، يمكنكم التواصل مع مكتب أتش أتش أس للخدمات القانونية.

 

إدارة البحوث والنشر

أتش أتش أس للخدمات القانونية ش م ح.

دولة الإمارات العربية المتحدة.

للاستعلام عن الخدمة:

واتس اب (كتابة فقط): 971521782469

sales@hhslawyers.com

محمد آدم

مستشار قانوني متمكن في عدة مجالات قانونية. لديه خبرة واسعة في رفع الدعاوى القضائية وتقديم المشورة بشأن الحوكمة وقدم عديد من الاستشارات الناجعة. ماهر في التفاوض ومراجعة العقود التجارية وإجراء طلبات التراخيص التجارية وتعديلها وتجديدها. ضليع في القانون التجاري وقانون العمل وقضايا الإفلاس والإعسار والتصفية.