كثيراً ما تثار العديد من التكهنات في معرض البحث عن مرحلة ما بعد الطلاق في حالة الزواج المدني، وما قد يترتب على ذلك من التزامات مالية كالنفقة ومسؤوليات مرتبطة بمفهوم الحضانة المشتركة وغير ذلك من الإجراءات التي تندرج جميعها تحت مفهوم الأحوال المدنية لغير المسلمين في دولة الإمارات العربية المتحدة.
سنسلط الضوء في هذا المقال بالتفصيل على نفقة المطلقة غير المسلمة في قانون دولة الإمارات العربية المتحدة وآلية المطالبة بها والسلطة التقديرية التي يتمتع بها القاضي في إطار تحديدها في بعض الحالات.
النفقة هي التزام قانوني يتعين على الرجال بموجبه توفير الدعم المالي لزوجاتهم بعد الانفصال الزوجي أو الطلاق، حيث يكون مصدر هذا النوع من الالتزامات هو القوانين الناظمة لأحوال الأسرة في الدولة.
التشريعات التي تناولت نفقة المطلقة غير المسلمة في دولة الإمارات
شهدت دولة الإمارات العربية المتحدة في السنوات الأخيرة العديد من التغييرات التشريعية فيما يتعلق بالأحوال المدنية للمواطنين والمقيمين غير المسلمين في الدولة كالزواج والطلاق والنفقة والحضانة المشتركة .
حيث أصدرت الدولة مؤخراً القانون المتعلق بشأن الأحوال الشخصية المدني الصادر بموجب المرسوم بقانون اتحادي (41) لعام 2022 والذي تم البدء بالعمل فيه في 1 فبراير من العام الحالي .
تصفح أيضاً: حضانة الأم غير المسلمة للأطفال في القانون الإماراتي
نصت المادة الأولى من القانون المُشار إليه أعلاه على أن القانون المُطبق في معرض البحث في شؤون نفقة المطلقة غير المسلمة هو القانون الإماراتي، إلا أن المشرّع لم يقيد الأفراد بالمطلق بهذا القانون حيث نص على أنه يمكن لهم تطبيق قوانين بلدانهم في الشؤون المتعلقة بالنفقة كما يمكن لهم اختيار تطبيق أحد القوانين الأخرى الناظمة لشؤون الأسرة في دولة الإمارات العربية المتحدة.
نصت المادة (28) من قانون المعاملات المدنية الإماراتي على أنه في حالة تعذر إثبات وجود القانون الأجنبي أو تعذر تحديد مدلوله، فإنه يتم تطبيق قانون دولة الإمارات العربية المتحدة.
وبالتالي فإنه في حال إيجاد مثل هذه القانون وتحديد مدلوله يمكن المطلقة غير المسلمة أن تخضع لقانون بلدها فيما يتعلق بنفقتها.
نفرق هنا بين حالة الاتفاق بين الزوجين عند إبرام عقد الزواج المدني على الشروط والضوابط المتعلقة بتقرير هذا النفقة، بحيث تكون هذه الشروط هي التي تحكم النفقة ما بعد الطلاق.
أما الحالة الثانية فإنها تتمثل بعد الاتفاق عند إبرام عقد الزواج على مثل هذه الشروط والضوابط ، وبالتالي فإنه يتعين على الزوجة في هذه الحالة وبعد صدور حكم الطلاق تقديم طلب للمحكمة للحصول على حكم بالنفقة من زوجها السابق.
اقرأ أكثر: طلاق المسيحيين وغير المسلمين في الإمارات.
يخضع قبول طلب النفقة ومدته في هذه الحالة للسلطة التقديرية للقاضي بعد أن يقوم بتقييم العديد من العوامل نذكر منها ما يلي:
قد يهمك أيضاً: دعوى إثبات النسب لغير المسلمين في دولة الإمارات العربية المتحدة
إدارة البحوث والنشر
أتش أتش أس للمحامين
دولة الإمارات العربية المتحدة
للاستعلام عن الخدمة
ايميل : sales@hhslawyers.com
واتس اب كتابة فقط : 971521782469