من أخطر أنواع الجرائم هي الجرائم التي تستهدف كمحل لها الملك الخاص بالغير، وانتهاك حرمته دون إذن أو موافقة من مالكه، حيث أن حق الملكية من الحقوق التي حرصت كافة القوانين بشتى أنواعها على إسباغ الحماية عليها وإن لم تفعل فهي تؤكد على احترامه، وعدم المساس به أو انتهاكه بأي شكل من الأشكال.
وفي هذا الصدد فقد كان المشرع الإماراتي حريصاً على تأصيل تلك الجريمة وعقوبتها، حيث نصت المادة رقم (474) من قانون الجرائم والعقوبات الإماراتي والصادر بالمرسوم بقانون اتحادي رقم (31) لسنة 2021 وتعديلاته على أن (يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على سنة أو بالغرامة التي لا تزيد على (10,000) عشرة آلاف درهم، كل من دخل مكاناً مسكوناً أو معداً للسكن أو إحدى ملحقاته أو محلاً معداً لحفظ المال أو عقاراً خلافاً لإرادة صاحب الشأن وفي غير الأحوال المبينة في القانون، وكذلك من بقي فيه خلافاً لإرادة من له الحق في إخراجه أو وجد متخفياً عن أعين من له هذا الحق، وعلى المحكمة أن تقضي بإخلاء المحكوم عليه من مكان الجريمة).
هل لديك استفسار حول هذا الأمر وتريد مناقشة محامي خبير بخصوصه؟ اضغط هنا وأرسل استفسارك الآن
تقوم جريمة انتهاك حرمة ملك الغير على عدة أركان، وهذه الأركان هي الركن المادي والركن المعنوي، ولن نتطرق إلى الركن الشرعي للجريمة والذي يقصد به النص التشريعي الذي يمنح الجريمة وصفها وعقوبتها، حيث أنه يتمثل في نص المادة رقم (474) من قانون الجرائم والعقوبات الإماراتي، والتي أوردنا نصها بمقدمة هذا المقال.
يعد الركن المادي للجريمة هو الركن الذي تنتقل بموجبه الجريمة من كونها فكرة بذهن الجاني إلى كونها فعل مادي محسوس على أرض الواقع، وهذا الركن يقوم على ثلاث عناصر رئيسية وهي السلوك الإجرامي، والنتيجة الإجرامية، وعلاقة السببية.
السلوك الإجرامي يقصد به السلوك أو الفعل الذي يرتكبه الجاني، والذي يطابق السلوك أو الفعل الذي يضعه المشرع موضع التجريم، وبملاحظة ما جاء بنص المادة (474) من قانون الجرائم والعقوبات سنجد أن السلوك أو الفعل الممثل لجريمة انتهاك ملك الغيرقد حدده المشرع، وكان تحديده له على صورتين.
تصفح أيضاً: جريمة الاحتيال في القانون الإماراتي
يقصد بها الأثر الذي يترتب على السلوك الإجرامي الذي يقوم به الجاني، وتتمثل النتيجة الإجرامية في جريمة انتهاك حرمة ملك الغير في وقوع هذا الانتهاك، والانتهاك لحرمة ملك الغير كنتيجة إجرامية تتحقق في صورتين:
تعد جريمة انتهاك حرمة ملك الغير من جرائم العمد، أي الجرائم التي يلزم لتحققها توافر القصد الجنائي لدى الجاني، فيجب أن يكون مرتكب تلك الجريمة متحقق لديه عنصري القصد الجنائي وهما العلم والإرادة.
العلم: يقصد به أن يكون الجاني مرتكب فعل الدخول أو البقاء على علم بأن المكان الذي يدخله أو يبقى فيه هو مكان مملوك للغير، وأن دخوله إليه يمثل جريمة يعاقب عليها القانون، بمعنى أن يكون الجاني مدركاً لحقيقة أن الفعل الذي يرتكبه يمثل جريمة.
الإرادة: يقصد بها أن يكون الجاني قد ارتكب الفعل الممثل للسلوك الإجرامي بمطلق حريته، ودون أي ضغط عليه أو إجبار، فيجب أن تكون إرادته سليمة وخالية من أي عيب من عيوب الإرادة، واتجاه تلك الإرادة إلى تحقيق النتيجة الإجرامية، فلا يكون قد تم إدخاله إلى ملك الغير كرهاً أو جبراً، لأن ذلك يعد ضد إرادته، وينتفي معه عنصر الإرادة.
تصفح أيضاً: كيفية فتح بلاغ خيانة أمانة في دولة الإمارات العربية المتحدة
قرر المشرع الإماراتي لمن يدان بارتكاب جريمة انتهاك حرمة ملك الغير إحدى عقوبتين، العقوبة الأولى هي عقوبة الحبس لمدة لا تتجاوز سنة واحدة، والعقوبة الثانية هي عقوبة الغرامة التي لا يتجاوز حدها الأقصى مبلغ عشرة آلاف درهم، وقد ترك المشرع السلطة التقديرية للقاضي المعروض عليه ملف الدعوى لتوقيع العقوبة التي تتناسب مع ظروف وملابسات الجريمة من هاتين العقوبتين.
وأضاف المشرع إجراء هام ألزم بموجبه المحكمة بأن تقوم بإخلاء الجاني من ملك الغير الذي وقعت به الجريمة، وهو ما يعد نوع من أنواع إزالة آثار الجريمة.
يمكنكم التواصل معنا وإرسال استفساراتكم حول هذا الموضوع, وسيفوم محامونا الخبراء في القضايا الجنائية والجزائية بإعادة الاتصال بكم للإجابة على كل استفساراتكم.
إدارة البحوث و النشر
أتش أتش أس للخدمات القانونية ش م ح.
دولة الإمارات العربية المتحدة.
للاستعلام عن الخدمة:
واتس اب (كتابة فقط ) : 971521782469
ايميل: sales@hhslawyers.com