يردنا كثير من التساؤلات عن حكم القانون في مسألة استرجاع الهدية، وهذا التساؤل يستهدف الوقوف على حكم استرجاع الهدية بين الزوجين، لا سيما وأن حكم استرجاع الهدية بين الخاطبين قد أوضحه المشرع في قانون الأحوال الشخصية الإماراتي، بينما لم يتعرض هذا القانون للهدية بين الزوجين، وهو ما ارتأينا معه أن نتناول حكم استرجاع الهدية بين الزوجين في هذا المقال.
تحتاج للتشاور مع محامي؟ اضغط هنا الآن
لم يتفق الفقهاء على تعريف واحد للهدية بل اختلف كل جانب منهم في تعريفه لها، إلّا أن أهم تلك التعريفات كان تعريف الهدية بأنها تمليك بدون مقابل يقع من شخص إلى آخر اثناء حياة الشخص الذي يقدم الهدية، ويترتب على ذلك التمليك فائدة بغض النظر عن طبيعتها مادية كانت أو معنوية، ويكون المجتمع المحيط بهما قد تعارف على ذلك التمليك باعتباره من قبيل التقرب والتودد والإكرام.
أما الاسترجاع فيقصد به الاستعادة، وبالتالي فإن مصطلح استرجاع الهدية يقصد به رجوع الشخص في تمليك بدون عوض واسترداد المال محل التمليك من الشخص الآخر الذي تملك هذا المال.
اتفق فقهاء الإسلام على أن الهدية تدخل في طائفة التصرفات التي تتم على سبيل التبرع، لا سيما وأنه لا يتصور انتظار مقابل للهدية وإلا خرجت من مضمون كونها هدية إلى إطار وصف آخر مختلف، فقد تصبح على سبيل المثال رشوة متى كان المقابل المنتظر مخالف للقانون، وقد تصبح سبباً لارتكاب معصية متى كان المقابل المنتظر عليها هو منع ثواب أو قطع رحم، وبالتالي فالمناط في تحديد كون التمليك بمنفعة هدية أم لا هو عدم وجود غرض من تقديمها سوى المودة والمحبة ولا يوجد مقابل يُنتظر منها.
وقد استهل المشرع الإماراتي نص المادة رقم (630) من القانون الاتحادي رقم 5 لسنة 1985 بإصدار قانون المعاملات المدنية لدولة الإمارات العربية المتحدة وتعديله بعبارة “إذا وهب أحد الزوجين مالاً للآخر …”، حيث اعتبر النص أن الهدية بين الزوجين تعد بمثابة الهبة، لا سيما وأن تلك المادة قد وردت ضمن المواد المنظمة للهبة، ويؤكد تكييف الهدية على أنها هبة ما ورد بنص المادة رقم (614) من ذات القانون من تعريف للهبة بأنها هي الأخرى تمليك مال بدون عوض أثناء وجود الواهب على قيد الحياة، وهو يطابق وبشكل تام التعريف الذي اقره الفقه للهدية، مما يتأكد معه أن الهدية بين الزوجين في جوهرها هبة تتم من قبل الزوج لزوجته أو العكس، وتكون نافذة حال حياة الطرف الواهب.
من خلال الأسانيد السابقة يتضح أن التكييف القانوني للهدية هي أنها هبة، وبالتالي تخضع مسألة استرجاع الهدية لذات الأحكام التي يقررها القانون بشان رجوع الواهب في الهبة، وهذه الأحكام تختلف في حالة حكم استرجاع الهدية قبل استلامها عن نظيرتها التي تتم بعد استلام الهدية.
بتطبيق أحكام الرجوع في الهبة على استرجاع الهدية سيتبين لنا التالي:
تصفح أيضاً: إجراءات هبة العقارات في دولة الامارات العربية المتحدة
قرر المشرع الإماراتي بعض الحالات التي تعد من قبيل موانع الرجوع في الهبة، وبالتالي فإن تلك الحالات أيضاً تعد من قبيل موانع استرجاع الهدية، ويمكننا أن نوجز هذه الحالات في النقاط التالية:
إلى هنا ننهي مقالنا, إذا كنت مهتم في مسائل ومواضيع الهبة نرشح لكم مقالات أخرى ننصح بقراءتها مثل: مدى جواز الرجوع في الهبة في التشريع الإماراتي أو موانع الرجوع في الهبة أو شروط وضوابط الهبة في العقار
إدارة البحوث و النشر
أتش أتش أس للخدمات القانونية ش م ح.
دولة الإمارات العربية المتحدة.
للاستعلام عن الخدمة:
واتس اب (كتابة فقط ) : 971521782469
sales@hhslawyers.com