sales@hhslawyers.com       97142555496+      واتساب

الاتجاهات الجديدة في مكافحة غسل الأموال في دولة الإمارات

يعد غسل الأموال من أخطر الجرائم المالية التي تهدد استقرار الاقتصاد العالمي، حيث يسعى المجرمون إلى إضفاء الشرعية على أموال غير مشروعة من خلال عمليات مالية معقدة. وفي ظل التطورات المتسارعة في التقنيات المالية والقوانين الدولية، تتبنى الدول استراتيجيات جديدة وأكثر صرامة لمكافحة هذه الجريمة.

1- التشريعات الحديثة ودور دولة الإمارات العربية المتحدة

تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة تحديث منظومتها التشريعية لمكافحة غسل الأموال، حيث تم إصدار المرسوم بقانون اتحادي رقم (7) لسنة 2024، الذي عزز الإطار القانوني من خلال:

  • ✔️ إنشاء اللجنة الوطنية لمواجهة غسل الأموال ومكافحة تمويل الإرهاب وتمويل التنظيمات غير المشروعة.
  • ✔️ تأسيس اللجنة العليا للإشراف على الاستراتيجية الوطنية لمكافحة غسل الأموال لضمان التطبيق الفعّال للتشريعات.

كما سبقت هذه التعديلات تحديثات أخرى، منها:

  • ✔️ المرسوم بقانون اتحادي رقم (26) لسنة 2021، الذي شدد العقوبات على الجهات غير الممتثلة.
  • ✔️ قرار مجلس الوزراء رقم (24) لسنة 2022، الذي عدّل بعض أحكام اللائحة التنفيذية للمرسوم بقانون اتحادي رقم (20) لسنة 2018.

2- استخدام التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي

أصبحت تقنيات الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الضخمة أدوات رئيسية في كشف العمليات المشبوهة، حيث تساعد الأنظمة الذكية على:

  • ✔️ تحليل أنماط المعاملات المالية وتحديد الأنشطة غير الاعتيادية.
  • ✔️ رصد التحويلات المالية الدولية وتتبع سلاسل التمويل المشبوهة.
  • ✔️ تحسين الامتثال المالي من خلال أنظمة الإبلاغ الآلي عن المعاملات المشبوهة.

3- تعزيز التعاون الدولي وتبادل المعلومات

مع تعقيد الجرائم المالية وانتشارها عبر الحدود، أصبح التعاون الدولي أمرًا ضروريًا لمكافحة غسل الأموال. لذا، تعمل الدول على:

  • 📌 توقيع اتفاقيات تعاون مع هيئات رقابية دولية مثل FATF والإنتربول.
  • 📌 تطوير آليات تبادل المعلومات المالية بين البنوك المركزية والمؤسسات الرقابية.
  • 📌 تطبيق برامج تدريب مشتركة لتعزيز كفاءة الجهات الرقابية والمحققين الماليين.

اقرأ أيضاً: تعرف على مراحل غسل الأموال وأدواته وآثاره السلبية

4- العقوبات الجديدة على المؤسسات غير المتوافقة

بدأت الجهات التنظيمية بفرض عقوبات مشددة على المؤسسات المالية غير المتوافقة مع قوانين مكافحة غسل الأموال، مثل:

  • ❌ فرض غرامات مالية ضخمة على البنوك والشركات المخالفة.
  • ❌ إلغاء تراخيص المؤسسات المالية التي لا تلتزم بالضوابط الرقابية.
  • ❌ فرض قيود على التعاملات المالية للمؤسسات غير المتوافقة.

5- دور مكاتب المحاماة في توجيه الشركات نحو الامتثال

تلعب مكاتب المحاماة دوراً جوهرياً في ضمان التزام الشركات بالقوانين من خلال:

  • تقديم استشارات قانونية متخصصة حول الامتثال المالي.
  • مراجعة السياسات الداخلية للشركات لضمان توافقها مع الأنظمة المعتمدة.
  • تمثيل الشركات في التحقيقات المالية والدفاع عن مصالحها القانونية.

ختاماً

تتطلب مكافحة غسل الأموال نهجًا شاملاً يجمع بين التشريعات الصارمة، والتكنولوجيا المتقدمة، والتعاون الدولي الفعال. ومع استمرار تطور أساليب غسل الأموال، تبقى اليقظة والتحديث المستمر للقوانين والتقنيات أمرًا ضروريًا لضمان نزاهة النظام المالي العالمي.

 

حازم درويش هو محامٍ ذو خبرة واسعة في التشريعات الإماراتية، في مجالات مختلفة مثل الصياغة القانونية، والتفاوض على العقود، والنزاعات العمالية، وقانون الأسرة، والامتثال التنظيمي للشركات. وتشير ممارسته التي امتدت لعقد من الزمن إلى فهمه العميق لتعقيدات قانون دولة الإمارات العربية المتحدة وتطبيقه في سياقات مختلفة. بصفته شريكًا رئيسيًا في HHS Lawyers، فإنه يلعب دورًا محوريًا في تقديم خدمات قانونية شاملة للعملاء، وتقديم المشورة بشأن مجموعة واسعة من القضايا، بما في ذلك تلك المتعلقة بالتحقيقات الجنائية أو الملاحقات القضائية من قبل الهيئات التنظيمية الكبرى. تبدو خبرته مناسبة تمامًا لتلبية الاحتياجات القانونية المتنوعة للأفراد والشركات العاملة في دولة الإمارات العربية المتحدة.