لا تخلو الحياة الزوجية من مشكلات متعددة قد تنشأ بين الزوجين، وهذه المشكلات منها ما يتم حله عن طريق الصلح بين الزوجين وإزالة الشقاق القائم بينهما ومنها ما قد تحتدم لتصل بهما إلى طريق الانفصال، ويعد الطلاق طريقاً من طرق تحقيق هذا الانفصال، وتتعدد الصور التي يقع بها الطلاق ولعلّ من أهم تلك الصور هي صورة الطلاق بالتراضي، وهو ما حدا بدولة الإمارات العربية المتحدة للاهتمام بتنظيم عملية الطلاق بالتراضي.
ويمكن إجراء الطلاق بالتراضي للأزواج الوافدين المقيمين, وكذلك إجراء الطلاق بالتراضي من قبل الأزواج الذي يحمل أحدهم إقامة إماراتية, إذ يقع الطلاق من قبل:
لديك استفسار عن الطلاق بالتراضي؟ اضغط هنا وتواصل مع محامي الآن
الطلاق بالتراضي هو صورة من الصور المتعددة للطلاق، إلّا أن تلك الصورة تتميز عن سائر صور الطلاق الأخرى بأنها تتأسس على اتفاق يتم بين الزوجين، وأساس هذا الاتفاق هو رضاء كل منهما بما يتم الاتفاق عليه من خطوات للطلاق.
والطلاق بالتراضي في دولة الإمارات العربية المتحدة هو أحد الحلول التي تجنب الزوجين عند رغبتهما في الانفصال مغبّة خوض معترك الدعاوى القضائية، لاسيما إذا كان هذين الزوجين يجمعهما طفل أو أكثر، وهو ما يستدعي انفصالهما بصورة لا تؤثر على صورة أياً منهما في نظر صغاره، ولا تترك اثراً سلبياً على نفوس أولادهم.
ولا ينال من كون الطلاق بالتراضي يتم باتفاق الزوجين من ضرورة مرور هذا الطلاق بجملة من الإجراءات القانونية، ولكنها لا تقتضي وقتاً مقارنة بالوقت الذي يقتضيه اتخاذ إجراءات الطلاق الذي لا يخضع لرضا الطرفين.
ويحقق الطلاق بالتراضي عدة ميزات بالمقارنة مع الصور الأخرى للطلاقو فيما يلي نذكر بعضها.
لا يقتصر الطلاق بالتراضي في الإمارات على صورة واحدة بل يتفرع إلى صورتين، وهاتين الصورتين هما الطلاق بالتراضي الحر أو المجرد، والطلاق بالتراضي المشروط.
وهو ما يتضح منه أن الطلاق بالتراضي في دولة الإمارات العربية المتحدة يجوز أن يتم نظير مقابل يشترطه أحد الطرفين على الآخر، وذلك بغض النظر عن الطرف الذي يفرض ذلك الشرط أو نوع المقابل طالما لم يخالف القانون أو النظام العام والآداب العامة.
يختلط الطلاق بالتراضي مع الخلع في نظر البعض نظراً لكونهما لا يتحققان إلا باتفاق الزوجين ويؤديان إلى ذات المآل وهو إنهاء العلاقة الزوجية وأن كلاهما لا يتحقق إلا بموجب حكم قضائي، وعلى الرغم من ذلك فإنهما يختلفان من حيث الجوهر والمضمون في العديد من أوجه الاختلاف، إلا أن أهم تلك الأوجه تتمثل في أنه في الطلاق بالتراضي يتم تضمين اتفاقية الطلاق بالتراضي ما يثبت أن الزوجة قد حصلت على كامل مستحقاتها، في حين أن الزوجة في الخلع تقدم للزوج بدلاً لكي يقوم بتطليقها.
كل من الطلاق بالتراضي والخلع يهدف الى حل عقدة الزواج. هذه نقطة التشابه بينهما ولكن هناك فروق عديدة بينهما وسنذكر أهمها
لقراءة المزيد عن الخلع: الخلع في التشريع الإماراتي
تمر إجراءات إتمام الطلاق بالتراضي بمجموعة من الخطوات التي تتضمن كل خطوة منها مجموعة من الإجراءات، وتبدأ تلك الخطوات بصياغة قانونية متقنة لاتفاقية الطلاق بالتراضي، وتحريرها بشكل مكتوب وباللغة العربية بحيث يتم تذييلها بتوقيع الزوجين، وتتضمن تلك الاتفاقية كافة البنود التي تم الاتفاق عليها بينهما في سبيلهما لإيقاع الطلاق بالتراضي، وهناك بعض البيانات التي يلزم أن تتضمنها تلك الاتفاقية ومنها على سبيل المثال لا الحصر وجود بند واضح وصريح يقرر حل عقة الزواج بين الطرفين، وبيان بتسوية كافة مستحقات الزوجة لدى الزوج بشكل نهائي.
يلي تلك الخطوة قيد دعوى الطلاق أمام لجنة التوجيه الأسري التابع لمحكمة الأحوال الشخصية المختصة بنظر دعوى الطلاق، على أن يرفق بها المستندات اللازمة من بطاقة الهوية الخاصة بكل من الزوجين، وعقد زواجهما، واتفاقية الطلاق على التراضي، حيث يتم تحديد موعد لحضورهما أمام أحد مختصي التوجيه الأسري، والتي تقوم بمحاولات الإصلاح بين الزوجين وإزالة سبب الشقاق، فإذا تبين للجنة أن الصلح متعذر ولا سبيل لاستمرار الحياة الزوجية بينهما، وبإصرار الزوجين على الطلاق بالتراضي فإن اللجنة تقوم بإحالة ملف الدعوى إلى المحكمة للفصل فيها.
وبعد إحالة الدعوى للمحكمة وطرح موضوعها عليها فإنها تتصدى لها بحكم يتضمن الفصل في طلب الطلاق، وبصدور حكم الطلاق من المحكمة تنحل عقدة الزواج التي كانت قائمة بين الزوجين.
يرحب مكتب أتش أتش إس للخدمات القانونية بأسئلتكم, تواصل الآن مع أحد المحاميين او المحاميات المختصين بقضايا الأسرة وقانون الأحوال الشخصية في دولة الإمارات العربية المتحدة.
إدارة البحوث و النشر
أتش أتش أس للخدمات القانونية ش م ح.
دولة الإمارات العربية المتحدة.
للاستعلام عن الخدمة:
واتس اب (كتابة فقط ) : 971521782469
sales@hhslawyers.com