sales@hhslawyers.com       97142555496+      واتساب

صياغة العقود الإدارية في دولة الإمارات: الإطار القانوني ودور الصياغة الاحترافية

تعد صياغة العقود الإدارية من أهم الركائز التي يقوم عليها العمل القانوني والإداري في دولة الإمارات العربية المتحدة، إذ تُعتبر هذه العقود أداة تنظيمية أساسية لضبط العلاقة بين الجهات الحكومية والمتعاملين معها من مقاولين، مورّدين، ومستثمرين، وقد أولت التشريعات الإماراتية الحديثة اهتماماً متزايداً بتطوير الإطار القانوني الذي ينظم هذه العقود، بما يعزز مبادئ الشفافية، الكفاءة، وحماية المال العام.

وتتميز العقود الإدارية بخصوصيتها من حيث الطبيعة القانونية، إذ تخضع لأحكام خاصة تختلف عن القواعد العامة للعقود المدنية والتجارية.
في ظل التحديثات التشريعية الأخيرة في الإمارات، باتت صياغة العقود الإدارية تتطلب عناية خاصة ودقة متناهية لضمان التوازن بين حماية المصلحة العامة من جهة، وضمان حقوق الأطراف المتعاقدة من جهة أخرى.

 

مفهوم العقود الإدارية وخصائصها

العقد الإداري هو اتفاق تبرمه جهة حكومية أو مؤسسة عامة مع طرف خاص أو عام، بهدف تنفيذ أعمال أو تقديم خدمات أو توريد مواد ترتبط بالمصلحة العامة. وتميزه خصائص جوهرية عن العقود المدنية والتجارية، منها:

  • امتياز الإدارة في فرض شروط غير مألوفة في العقود العادية 
  • خضوع العقد لمبادئ القانون العام والقضاء الإداري.
  • إمكانية تعديل أو إنهاء العقد لتحقيق المصلحة العامة وفقاً للقانون.

وقد عرّف القانون الإماراتي، العقد الإداري بالعقد الذي تبرمه إحدى الجهات الإدارية في الدولة بقصد إدارة مرفق عام أو تسييره، أو بغرض تحقيق مصلحة عامة. ويستمد هذا العقد خصوصيته من عدة خصائص أهمها:

  • خضوعه للقانون العام وما يفرضه من امتيازات للجهة الإدارية كحق التعديل أو إنهاء العقد لمقتضيات المصلحة العامة.
  • عدم المساواة الكاملة بين الأطراف، فالجهة الإدارية غالباً ما تتمتع بسلطات أوسع مقارنة بالمتعاقد معها.
  • تعلق العقد بمرفق عام أو بخدمة لها صلة مباشرة بمصالح المجتمع.

هذه الخصائص تفرض بالضرورة اتباع أسلوب صياغة مختلف عن العقود المدنية أو التجارية، حيث يجب إدراج نصوص دقيقة توازن بين سلطات الإدارة وحقوق الطرف الآخر.

وتكمن أهمية صياغة هذه العقود في أنها تمثل أداة قانونية لضمان التوازن بين حماية المال العام من جهة، وتشجيع الاستثمار والالتزام التعاقدي من جهة أخرى.

ويتمتع الممارسين القانونيين – مثل الخبراء في أتش أتش أس للخدمات القانونية بالخبرة والمعرفة التي تساعدهم على صياغة العقود الإدارية لضمان قانونيتها وفعاليتها.

 

متطلبات صياغة العقود الإدارية بالشكل الصحيح

إن صياغة العقود الإدارية تتطلب دمج الخبرة القانونية بالبعد الإداري والعملي، ويمكن تلخيص أهم العناصر في:

  1. تحديد نطاق العقد بدقة: يشمل وصف الأعمال أو الخدمات محل العقد بشكل تفصيلي يمنع أي التباس أو نزاع لاحق.
  2. آليات الرقابة والإشراف: حيث يجب النص على صلاحيات الجهة الإدارية في متابعة التنفيذ وضبط الجودة.
  3. بنود التعديل والإنهاء: نظراً لارتباط العقود الإدارية بالمصلحة العامة، فإن القانون يجيز للإدارة تعديل شروط العقد أو إنهاءه، لكن يجب وضع ضوابط واضحة لذلك مع تحديد التعويض المناسب للطرف الآخر.
  4. حل النزاعات: مع مراعاة المستجدات التشريعية التي تجيز اللجوء إلى الوساطة والتحكيم المؤسسي بجانب المحاكم.
  5. الالتزام بالشفافية والحوكمة: عبر النصوص التي تمنع تضارب المصالح وتفرض الالتزام بالقوانين المتعلقة بمكافحة الفساد والرشوة.

وصياغة العقد الإداري تتطلب معايير وتوازناً دقيقاً بين وضوح النصوص ومرونتها، ومن أهم المعايير التي ينبغي مراعاتها:

الوضوح والدقة: يجب صياغة الالتزامات والشروط بلغة واضحة لا تحتمل التأويل.

الانسجام مع التشريعات النافذة: بحيث لا تتعارض نصوص العقد مع القوانين أو اللوائح المنظمة.

تخصيص البنود الاستثنائية: مثل بنود تعديل الأسعار أو الفسخ لمقتضيات المصلحة العامة.

تحديد آليات فض النزاعات: سواء عبر التحكيم الإداري أو القضاء المختص، وفق ما تسمح به القوانين.

الالتزام بالشفافية: خاصة في بنود التوريد والمشتريات العامة.

وقد أوضحت مدونة مكتب أتش أتش أس للخدمات القانونية أهمية صياغة العقود القانونية بما يراعي التطورات التشريعية الأخيرة، ويعزز الأمان القانوني للأطراف المتعاقدة.

 

المخاطر الشائعة عند ضعف صياغة العقود الإدارية

ضعف صياغة العقود الإدارية قد يؤدي إلى إشكالات عملية وقانونية مثل:

  • تأخير تنفيذ المشاريع بسبب غموض الالتزامات.
  • نزاعات قضائية مطوّلة نتيجة عدم وضوح بنود التعويض أو التعديل.
  • إهدار المال العام عند غياب الرقابة الكافية أو شروط الجزاءات.

لذلك، فإن الاستعانة بمحامين متخصصين في صياغة هذا النوع من العقود أمر ضروري لتفادي تلك المخاطر. يمكن الاطلاع على بعض التفاصيل ذات الصلة في مدونة أتش أتش أس للخدمات القانونية  التي تعرض موضوعات مرتبطة بالقوانين الإدارية في الإمارات.

 

أبرز الأخطاء في صياغة العقود الإدارية

من أبرز الأخطاء التي يقع فيها الممارسون:

  • الغموض في تحديد نطاق العمل، مما يفتح الباب لنزاعات لاحقة.
  • إغفال النصوص المتعلقة بالقوة القاهرة أو الظروف الطارئة، رغم أهميتها البالغة في العقود طويلة الأمد.
  • الاكتفاء بالنماذج العامة دون تخصيص البنود بما يتلاءم مع طبيعة المشروع.
  • غياب الجزاءات التعاقدية الواضحة في حالة الإخلال بالالتزامات.

لذلك فإن الاستعانة بخبرات قانونية متخصصة مثل فريق أتش أتش أس للخدمات القانونية يساعد على تجنب هذه المخاطر وضمان صياغة متوازنة.

ونقدم بعض النصائح العملية عند صياغة العقود الإدارية

  • مراجعة التشريعات الأحدث بشكل دوري، خاصة القرارات التنفيذية.
  • إشراك الخبراء الفنيين بجانب القانونيين لضمان دقة الشروط الفنية.
  • تضمين بنود واضحة لمعالجة المخاطر مثل التضخم أو تغير التشريعات.
  • الاستعانة بخبرات مكاتب المحاماة المتخصصة لضمان صياغة متوافقة مع القانون.

 

أمثلة عملية على الصياغة السليمة للعقود الإدارية

من الأمثلة العملية التي توضح أهمية الصياغة السليمة:

  • عقود الإنشاءات الحكومية: حيث يجب إدراج جداول زمنية دقيقة مع غرامات تأخير متدرجة.
  • عقود الشراكة بين القطاعين العام والخاص (PPP): التي تتطلب توزيع المخاطر بين الطرفين بشكل متوازن.
  • عقود التوريد طويل الأجل: والتي يجب أن تتضمن بنوداً لمعالجة تقلب الأسعار أو تغير المواصفات الفنية.

هذه الأمثلة تظهر أن الصياغة ليست مجرد عملية شكلية، بل وسيلة لإدارة المخاطر وضمان استمرارية المرافق العامة بكفاءة.

وعليه نقدم بعض التوصيات العملية للجهات المتعاملة

لضمان صياغة عقود إدارية متوافقة مع أحدث التشريعات، يوصى بما يلي:

  1. مراجعة مستمرة للتشريعات واللوائح المحلية لتحديث العقود بما يتلاءم مع القوانين السارية.
  2. إشراك الخبراء القانونيين منذ المراحل الأولى للعقد لضمان وضوح الالتزامات.
  3. استخدام التكنولوجيا القانونية (LegalTech) في توثيق وإدارة العقود، خاصة مع التوجه نحو العقود الإلكترونية.
  4. تضمين بنود بديلة لحل النزاعات مثل التحكيم المؤسسي في مراكز مثل DIAC أو ADCCAC.

 

نحو عقود إدارية متوازنة وفعّالة

تعدّ صياغة العقود الإدارية في الإمارات علماً وممارسة متكاملة تحتاج إلى فهم عميق للتشريعات والأنظمة الحديثة، إلى جانب القدرة على التنبؤ بالمخاطر التعاقدية وتفاديها من خلال صياغة محكمة.
ولأن هذه العقود ترتبط بالمصلحة العامة، فإن أي خلل في صياغتها قد يؤدي إلى آثار سلبية كبيرة على المشروع والجهة المتعاقدة.

وإن صياغة العقود الإدارية في دولة الإمارات العربية المتحدة لم تعد مجرد عمل تقليدي، بل أصبحت فناً قانونياً يحتاج إلى إلمام بالأنظمة الإدارية والتجارية الحديثة. وفي ظل التطورات التشريعية الأخيرة، باتت الحاجة إلى الاستعانة بمحامين متخصصين أكثر إلحاحاً لضمان عقود متوازنة تحقق المصلحة العامة وتحمي حقوق المتعاقدين.

فإننا في أتش أتش أس للخدمات القانونية على أتم الاستعداد لتقديم الاستشارات والصياغة المتخصصة في هذا المجال. تواصلوا معنا اليوم.

 

إدارة البحوث والنشر

أتش أتش أس للخدمات القانونية ش م ح.

دولة الإمارات العربية المتحدة.

للاستعلام عن الخدمة:

واتس اب (كتابة فقط): 971521782469

sales@hhslawyers.com

مستشار قانوني متمكن في عدة مجالات قانونية. لديه خبرة واسعة في رفع الدعاوى القضائية وتقديم المشورة بشأن الحوكمة وقدم عديد من الاستشارات الناجعة. ماهر في التفاوض ومراجعة العقود التجارية وإجراء طلبات التراخيص التجارية وتعديلها وتجديدها. ضليع في القانون التجاري وقانون العمل وقضايا الإفلاس والإعسار والتصفية.