sales@hhslawyers.com       97142555496+      واتساب

عقوبة السرقة في دولة الإمارات العربية المتحدة

جريمة السرقة بصورها وأنواعها المختلفة تمثل آفة خطيرة على المجتمع والفرد في آن واحد، لاسيما وأن صلاح المجتمع يبدأ من صلاح الفرد، فمتى استَشرت تلك الجريمة بين الأفراد فقد المجتمع أمانه وطمأنينته، لذلك فإن مشرعي القانون بوجه والمشرع الإماراتي بوجه خاص قد حرصوا كل الحرص على تخصيص نصوص قانونية مستقلة في قوانين العقوبات لتنظيم أحكام جرائم السرقة، وتحروا الدقة الشديدة في صياغة نصوصها لتكون مانعة وشاملة.

إلّا أن مشرعي القانون وإن كانوا قد اتفقوا على تجريم فعل السرقة بكافة أشكاله وصوره، إلا أنهم قد اختلفوا فيما بينهم بشأن العقوبة المقررة لمرتكب تلك الجريمة، فكان لقانون كل دولة العقوبة الخاصة به لجريمة السرقة، فما هو موقف المشرع الإماراتي من جريمة السرقة؟ نجيب على ذلك التساؤل في سياق هذا المقال.

تحتاج إلى محامي جنائي لاستشارته أو لأخذ الرأي القانوني؟ اضغط هنا وأرسل استفسارك, وسيقوم مكتبنا بإعادة الاتصال بك.

التعريف القانوني لجرمة السرقة

عرف المشرع جريمة السرقة في قانون الجرائم والعقوبات على أنها، جريمة تقع عند قيام الجاني باختلاس مال منقول يمتلكه شخص آخر، أي أن السرقة تتمثل في قيام شخص بالحصول على مال يخص الغير دون إذنه أو موافقته، وفي استخدام لفظ “اختلاس” وليس “استيلاء” ما يفيد أن الحصول على مال الغير يتم خلسة وخفية عن أعين الغير.

ويقصد بالمال المنقول أي شكل من أشكال المال، كما هو الحال في السلع بسائر أنواعها، والدواب، والأوراق التي يمكن تقويم محتواها مادياً، وغيرها من الصور الأخرى للمال المنقول.

جريمة السرقة من جرائم الحق العام

يقصد بجرائم الحق العام الجرائم التي يترتب على وقوعها نوعين من الحقوق:

  • النوع الأول هو الحق الخاص بالمجني عليه، والذي يبيح له الحق في الشكوى والمطالبة بالتعويض متى كان له مقتضى، وهذا الحق يجوز لصاحبه – المجني عليه – النزول عنه والتصالح عليه.
  • النوع الثاني هو الحق العام وهذا الحق يقصد به حق المجتمع في تحقيق الردع لمرتكب جريمة تمثل خطورة على أمنه وسلامته، وتتولى النيابة العامة متابعة هذا الحق والحفاظ عليه، وهذا الحق لا يتعلق بالمجني عليه وبالتالي لا يجوز له التنازل عنه أو التصالح عليه.

أركان جريمة السرقة

تقوم جريمة السرقة مثلها في ذلك مثل سائر الجرائم الأخرى على ركنين أساسيين وهما الركن المادي والركن المعنوي.

الركن المادي

يتشكل الركن المادي لجريمة السرقة من ثلاث عناصر أساسية وهي الفعل محل التجريم، والنتيجة الإجرامية، وعلاقة السببية.

الفعل محل التجريم: حدد المشرع الفعل محل التجريم والمشكل للسلوك الإجرامي في جريمة السرقة، والذي يتمثل في فعل الاختلاس لمال منقول مملوك للغير، فيمثل فعل الاختلاس الفعل الذي يجرمه القانون في جريمة السرقة.

النتيجة الإجرامية: تتمثل النتيجة الإجرامية في انتقال حيازة المال المنقول الذي تم اختلاسه من صاحبه إلى حيازة الجاني (السارق)، فبتمام انتقال الحيازة تكتمل جريمة السرقة.

علاقة السببية: وهي العلاقة التي تربط بين الفعل محل التجريم والنتيجة الإجرامية، أي أن تكون عملية انتقال حيازة المال المنقول من صاحبه إلى السارق هي أثر لارتكاب السارق لفعل الاختلاس.

الركن المعنوي

يتحقق الركن المعنوي لجريمة السرقة متى تحقق لدى مرتكبها العلم بحقيقة الفعل الذي يرتكبه، واتجاه إرادته لتحقيق النتيجة الإجرامية ونقل حيازة المال المنقول من صاحبه إلى الجاني، وبناء على ذلك يقوم الركن المعنوي على عنصرين وهما عنصر العلم وعنصر الإرادة، ويطلق على هذين العنصرين معاً القصد الجنائي.

العقوبة التي قررها القانون الإماراتي لجريمة السرقة

تختلف العقوبات التي قررها المشرع الإماراتي لجريمة السرقة باختلاف الصورة التي تتم عليها الجريمة، حيث لا تقتصر جريمة السرقة في تحققها على صورة واحدة، وتتمثل تلك الصور لجريمة السرقة وعقوبة كل منها فيما يلي:

الصورة الأولى لجريمة السرقة

تعد هذه الصورة هي أشد صور جريمة السرقة، حيث تقترن بارتكابها العديد من ظروف تشديد العقوبة، والتي يمكن أن نحصرها في:

  • وقوع جريمة السرقة ليلاً.
  • أن يكون مرتكبي جريمة السرقة شخصين أو يزيد.
  • أن يكون بحوزة أحد مرتكبي الجريمة سلاحاً يحمله.
  • أن يكون مكان ارتكاب الجريمة مسكون أو مجهز للسكن أو في أحد ملحقاته أو تم دخوله عن طريق التسور أو الكسرأو استخدام صفة عامة أو غير حقيقية أو الزعم بالقيام بخدمة عامة أو غيرها من سائر الطرق غير المشروعة للدخول.
  • اقتران الجريمة بالإكراه أو التهديد بالسلاح.

فإذا توافرت كافة تلك الظروف في جريمة السرقة، فإن عقوبة مرتكبيها تكون السجن المؤبد. 

الصورة الثانية لجريمة السرقة

وتتمثل تلك الصورة في وقوع جريمة السرقة في الطريق العام أو داخل وسيلة من وسائل النقل باختلاف أنواعها، وتوافرت حالة من الحالات الآتية:

  • أن يكون مرتكبي الجريمة شخصين أو يزيد وبحوزة أحدهم على الأقل سلاح.
  • أن يكون مرتكبي الجريمة شخصين أو أكثر واستخدما الإكراه في ارتكابها.
  • أن تقع ليلاً من قبل جاني واحد يحمل سلاح.
  • أن يكون الجاني حاملاً لسلاح وقام بالسرقة باستخدام الإكراه أو التهديد باستخدام السلاح.

وتكون العقوبة في تلك الصورة هي السجن المؤبد أو المؤقت.

الصورة الثالثة لجريمة السرقة

وهي صورة ارتكاب جريمة السرقة بطريق الإكراه أو التهديد باستخدام السلاح، سواء كان استخدامه للحصول على المال المسروق أو الاحتفاظ به أو الهروب به، وقد حدد المشرع لتلك الصورة عقوبة السجن المؤقت.

الصورة الرابعة لجريمة السرقة

وفيها إما أن ترتكب جريمة السرقة ليلاً من قبل شخصين أو يزيد ويحمل أحدهما سلاح، وإما أن ترتكب من قبل شخص واحد يحمل سلاح وفي مكان مسكون، وقد جعل المشرع الإماراتي عقوبة هاتين الصورتين السجن المؤقت.

الصورة الخامسة لجريمة السرقة

وتتمثل تلك الصورة في أن تكون السرقة قد انصبت على أسلحة وذخائر تخص الشرطة أو القوات المسلحة، وتكون عقوبتها السجن المؤقت، وتشدد العقوبة لتصبح السجن المؤبد متى توافرت إحدى الحالات الواردة بالصورة الثانية لجريمة السرقة.

أما إذا انصبت جريمة السرقة على مهمات او أدوات مستعملة أو معدة للاستعمال في المواصلات السلكية واللاسلكية وغيرها من الخدمات التي تقدمها الحكومة، فتكون العقوبة الحبس الذي تتراوح مدته من سنة إلى خمس سنوات.

الصورة السادسة لجريمة السرقة

تتمثل تلك الصورة في جريمة السرقة التي تقع ليلاً، أو تقع من شخص بحوزته سلاح، وتكون عقوبتها الحبس الذي تتراوح مدته من سنتين إلى سبع سنوات.

وتصبح العقوبة السجن المؤقت الذي تتراوح مدته من خمس سنوات إلى سبع سنوات متى كان مرتكبها يعمل في مكان ارتكاب الجريمة، أو ارتكبها ليضر بمتبوعه.

 الصورة السابعة لجريمة السرقة

وهي ارتكاب جريمة السرقة في ظل تحقق أياً من الحالات الآتي بيانها:

  • أن ترتكب داخل أحد الأماكن المعدة للعبادة.
  • ارتكابها بمكان مسكون أو معد للسكن أو بملحق له.
  • ارتكابها في وسيلة نقل أو إحدى المحطات أو الموانئ أو المطارات.
  • عن طريق الكسور أو الكسر أو استخدام مفتاح مصطنع أو بمفتاحها ولكن بدون موافقة صاحبها.
  • انتحال الجاني لصفة كاذبة ومن ضمنها ادعاء كونه موظف عام أو قائم بخدمة عامة.
  • تعدد الجناة.
  • ارتكابها ضد الجرحى خلال أوقات الحرب.
  • على مال تملكه جهة من الجهات التي وردت بالمادة الخامسة من المرسوم بقانون الجرائم والعقوبات.
  • أن تنصب على ماشية أو دابة معدة للركوب أو الحمل.

وتكون العقوبة هنا الحبس لمدة حدها الأدنى سنة.

الصورة الثامنة لجريمة السرقة

هي صورة السرقة البسيطة التي لا تتوافر بها أي ظرف من الظروف التي تحققت في الصور السابق ذكرها، وتكون عقوبتها الحبس لمدة لا يقل حدها الأدنى عن ستة أشهر.

عقوبة الشروع في جريمة السرقة

يعاقب المشرع الإماراتي على الشروع في جريمة السرقة، حيث جعل عقوبة الشروع في جريمة السرقة هي نصف العقوبة المقررة لجريمة السرقة التي كان يشرع في ارتكابها متى تمت كاملة.

لا تتردد بطلب المساعدة القانونية من محامي جنائي في دبي, يمكن للمحامي أن يقدم لك كافة المعلومات والخدمات القانونية التي يمكن أن تحتاجها في هذا الصدد.


إدارة البحوث و النشر
أتش أتش أس للخدمات القانونية ش م ح.
دولة الإمارات العربية المتحدة.
للاستعلام عن الخدمة:
واتس اب (كتابة فقط ) : 971521782469
ايميل: sales@hhslawyers.com

حازم درويش هو محامٍ ذو خبرة واسعة في التشريعات الإماراتية، في مجالات مختلفة مثل الصياغة القانونية، والتفاوض على العقود، والنزاعات العمالية، وقانون الأسرة، والامتثال التنظيمي للشركات. وتشير ممارسته التي امتدت لعقد من الزمن إلى فهمه العميق لتعقيدات قانون دولة الإمارات العربية المتحدة وتطبيقه في سياقات مختلفة. بصفته شريكًا رئيسيًا في HHS Lawyers، فإنه يلعب دورًا محوريًا في تقديم خدمات قانونية شاملة للعملاء، وتقديم المشورة بشأن مجموعة واسعة من القضايا، بما في ذلك تلك المتعلقة بالتحقيقات الجنائية أو الملاحقات القضائية من قبل الهيئات التنظيمية الكبرى. تبدو خبرته مناسبة تمامًا لتلبية الاحتياجات القانونية المتنوعة للأفراد والشركات العاملة في دولة الإمارات العربية المتحدة.