مفهوم الطلاق الغيابي في دولة الإمارات العربية المتحدة:
يُعرف الطلاق الغيابي أو الطلاق غيابياً، بأنه حل الروابط الزوجية بين زوجين قانونياً وشرعياً، وهو إما أن يكون قد حصل فيما مضى ويحتاج الى إثباته، أو أن يكون بصدد إيقاعه وهنا يسمى تثبيت الطلاق.
والطلاق الغيابي ينطوي على عنصرين أساسيين كثيراً ما يتم الخلط بينهما، وهما:
- تعذر تمثيل الزوج/الزوجة: حيث يتعذر إعلان الطرف الاخر المقامة ضده إجراءات دعوى الطلاق.
- التفريق القضائي لعلة الغياب: حيث يمكن للزوج أو الزوجة الانفصال عن الاخر لعلة الغياب أو المفقود، يعتبر الغياب مبرراً شرعياً قائماً بحد ذاته يخول الزوجة المطالبة بالانفصال عن زوجها. وهو ما نصت عليه المادة 129 من المرسوم بقانون اتحادي رقم 28 لسنة 2005 بشأن الاحوال الشخصية في دولة الإمارات العربية المتحدة.
الغياب كسبب من أسباب الطلاق الغيابي في الإمارات العربية المتحدة
لا شك ان الزوجة تتضرر من غياب زوجها عنها، وتمكن مشاعر الوحشة والحاجة في نفسها، مما يؤدي الشقاق. والغائب قد يكون معلوم الموطن أو محل الاقامة ويعرف حاله. وقد يكون غير معلوم محل الاقامة ولا يعرف حاله، وهو في هذه الحالة يسمى “مفقود”.
المقصود بالغياب كسبب طلاق، هو انتقال الزوج بدون زوجته، الى موطن أو محل اقامة آخر غير الموطن أو محل الاقامة الذي كان فيه بيت الزوجية.
اما الغيبة عن بيت الزوجية مع الاقامة في الإمارة نفسها، فهي هجر، أو من حالات التي تتسبب بالضرر. اعطت المادة 129، الحق للزوجة التي يغيب عنها زوجها وينتقل الى موطن ومحل اقامة معروف، ان تطلب التطليق لعلة لغياب. ومع هذا، لا يمنع الزوجة أن تطالب بتطليقها إن كان لزوجها مال يمكن استيفاء النفقة منه.
ولكن لا يحكم من قبل القاضي بالطلاق الغيابي، بموجب طلبها الا بعد انذار الزوج ان يقيم مع زوجته، أو ينقلها اليه، أو يطلقها من نفسه، ومهلة هذا الانذار لا تقل عن سنة قمرية، بدءاً من تاريخ ابلاغ الانذار، بعد مضي مهلة الانذار دون تصرف إيجابي من الزوج، طلقها القاضي.
والتطليق بسبب الغياب والفقدان لأن تركها والاقامة في بلد آخر، وعدم الحضور اليها، أو عدم اخذها اليه، يرتب ضررا لها، والقاعدة القانونية واضحة ومستمدة من الشرع بأن لا ضرر ولا ضرار في الاسلام، عليه فإن لم يقم الزوج بالطلاق.. أوقع القاضي ذلك بينهما ويعرف ذلك بالطلاق للضرر.
واما المفقود/الغائب الذي لا يعرف محل اقامته، فانه لا تطلق زوجته عليه الا بعد مضي مدة سنة فأكثر تلي تاريخ رفع الدعوى، وهذا ما نصت عليه المادة 130 من القانون الاتحادي للأحوال الشخصية الإماراتي.
تصفح أيضاً: الطلاق بالتراضي في الامارات: كيف يتم وماهي اجراءاته
دوافع وأسباب الطلاق في دولة الإمارات العربية المتحدة:
ينص الكتاب الثاني من قانون الاحوال الشخصية الاتحادي في الإمارات، والمعنون بـ “فرق الزواج”, على عدة طرق ووسائل وسبل للتفريق القانوني بين الزوجين، ومنها ما جاء في الباب الثالث للكتاب المعنون بـ “التفريق بحكم قضائي”. ويكون التفريق القضائي أو الطلاق مبنياً على إحدى الأسباب الرئيسية التالية:
- التفريق للعلل والأمراض المنفرة أو المضرّة أو المانعة لحصول المتعة الجنسية.
- التفريق لعدم أداء المهر الحال: (مقدم الزوجة غير المدخول بها).
- التفريق للضرر والشقاق: (وهو الشائع، حصول ضرر يتعذر معه استمرار العشرة بالمعروف بين الزوجين).
- التفريق لعدم الإنفاق: (الزوج الذي لا ينفق على زوجته مالم يكن معسراً، وفي حال قيامه معسراً يمهله القاضي شهراً لأداء النفقة الزوجية تحت طائلة الطلاق بحكم قضائي).
- التفريق للغيبة والفقد: (غياب الزوج عن زوجته، ولو توافرت مصادر لتأدية الزوج نفقته الزوجية، شريطة أن تمر سنة سابقة لرفع دعوى التفريق للغيب والفقد).
- التفريق للحبس، السجن: (شريطة ألا يخرج الزوج المسجون أو المحبوس من سجنه أثناء نظر الدعوى، وكذلك ألا يكون قد تبقى من مدة سجنه 6 ستة أشهر أو أقل).
- التفريق للإيلاء والظهار: (حيث ينذر القاضي الزوج بالتكفير عن الظهار خلال 4 أربعة أشهر من تاريخ حلف اليمين بأن زوجته كظهر أمه أو أخته فلا يجامعها، وإن لم يكفر عن يمينه طلقه القاضي طلاقاً بائناً).
تصفح أيضاً: كيف يثبت طلاق الضرر في قانون الأحوال الشخصية؟
إجراءات وخطوات الطلاق الغيابي في الإمارات:
يرجى العلم بأن الاجراءات التالية هي اجراءات الطلاق الشرعي – طلاق المسلمين – في الإمارات العربية المتحدة. أما بالنسبة لغير المسلمين يمكنك قراءة المقال التالي: اجراءات طلاق غير المسلمين في الامارات العربية المتحدة.
بعد تحديد المحكمة المختصة لإيقاع الطلاق، يتوجب على أحد الزوجين -المراد إيقاع الطلاق الغيابي بينهما- أن يتوجه الى قسم التوجيه والإصلاح الأسري لفتح ملف الطلاق، القسم هو ملحق بمحكمة الأسرة المختصة. في حال كان الطلاق واقعاً والغرض من فتح الملف هو إثباته، فلا يحتاج الطلاق ها هنا الى فتح ملف لدى قسم التوجيه والاصلاح الاسري، بل يتم تقديم مذكرة دعوى الطلاق للمحكمة مباشرة.
في حال كان أحد الزوجين ولنفترض الزوجة تطلب تثبيت الطلاق لغياب زوجها، سيحاول الموجه الأسري التواصل مع الزوج لإعلانه بالحضور، فإن تعذر إعلانه أو التواصل معه.. بقدم الموجه الأسري شهادة تعذر الصلح موقعة من قبل رئيس قسم التوجيه والاصلاح الاسري، تعد شهادة تعذر الصلح شرطاً لإحالة دعوى تثبيت الطلاق وعرضها أمام القاضي الشرعي أصولاً.
بعد فتح الدعوى أمام المحكمة الأسرية سيتم إعلان الزوج لحضور الجلسات وفي حال تعذر إعلانه سارت المحكمة في مواجهته غيابياً، حيث عند تعذر الاعلان يعمد الى النشر بالصحف، القاضي سيقرر الإعلان نشراً عند تعذر الإعلان بدايةً لمذكرة حضور الجلسات، وكذلك من أجل إعلان الحكم عبر الصحف مرة أخرى.
تصفح أيضاً: حالات طبية ممكن أن تكون سبب في الطلاق
لمزيد من المعلومات حول الطلاق الغيابي في دولة الإمارات، تواصل مع أحد مستشارينا القانونيين، يضم مكتب أتش أتش أس للخدمات القانونية أمهر محامي الطلاق في دولة الإمارات العربية المتحدة.. نحن مهتمون بحصول عملائنا على الخدمة القانونية الممتازة.
إدارة البحوث والنشر
أتش أتش أس للمحامين
دولة الإمارات العربية المتحدة
للاستعلام عن الخدمة
sales@hhslawyers.com
واتس اب كتابة فقط 971521782469